لاتنســي الــشكــر:
يقول ربنا جل وعلا في كتابه الكريم:(وقليل من عبادي الشكور)..
قلة هي التي تشكر وتعترف في الجميــل!!
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لايشكر الله من لايشكر الناس)..
وقال صلى الله عليه وسلم:(إذا قال الرجل لأخيه:جزاك الله خيرا"؛فقد أبلغ في الثناء)..
-قصــة:كان هناك رجل جالس على الشاطــئ يرقب الموج الهادر،ويستمتع بأشعة الشمس الحارقة،وإذ به يلمح طفلا" يصارع الموج في يأس،وبسرعة ألقى بنفسه في أحضان اليم قاصدا" ذلك الطفل المسكين،أخذ في الاقتراب منه ،ولسانه يلهج بالدعاء ألا تسبقه موجة عاتية تحصد هذا الجسد الهزيل..
وعندما وصل إلى الطفل،جاءه من الخلف،وأمسك بتلابيبه،وجره معه إلى الشاطئ،وارتمى على الرمال في تعب ،وصدره يعلو ويهبط في سرعه،وقد أحس بوخز في صدره جراء هذا السباق المفاجئ.. جرى الطفل بعيدا" غير مصدق بنجاته،وبقى الرجل ساكنا" على الرمال،يحاول جمع شتات نفسه..
وماهي إلا لحظات إلا ولمح الرجل بطرف عينيه الطفل الذي أنقذه قادما"،ومعه امرأة،لاشك أنها أمه قد أتت لتشكره،وبالفعل توقفت المرأة،وسألته:
أأنت الذي أنقذت طفلي من الغرق؟
فقال لها في تواضع:نعم..
فقالت له:إذن أين الساعة التي كانت في معصمه؟؟؟؟!!!!!!!
-لاداعي لوصف حالة الذهول والإحباط التي انتابت الرجل،ولا داعي كذلك بالتنبؤ بأنه لن يسدي معروفا"لأحد بعد اليوم^_^..
-لاتنتظري الشكر على خير فعلتيه،فتصابي بخيبة أمل وإحباط..
الأفضل أن تطلبي بعملك وجه الله،فإذا شكرك الناس،فقد رفعوا عن أنفسهم إثم كتمانه،وأعفوا أنفسهم من عار كفر النعمة،وإذا جحدوك،ولم يروا جميل صنعك،فما عند الله خير وأبقى،ولقد عرف لك الله حسن فعالك،فمايضيرك إن جحدك الناس..
يقال:أن الإمبراطور الروماني الحكيم ماركوس أورليس كتب من (1700)سنة:(سألتقي اليوم بأشخاص أنانيين جاحدين،لكن لن يدهشني،لأن الحياة لن تخلوا منهم)..
فهو يهيء نفسه لتقبل الجحود والأنانية حتى لايصدم،فيصيبه الإحباط..
إذن فالجحود فطرة إنسانية قديمة!!..
فلاتذهب نفسك على الناس حســرات،وهيئي نفسك لذلك..!!