السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقفت مع نفسها وقفة صادقة واخذت في محاسبتها ومعاتبتها على تقصيرها في حق الله فرأت انها ظلمت نفسها ومااقسى ان يظلم الانسان نفسه.
تذكرت الموت وسكراته .. والقبر وظلمته .. والحساب واهواله .. والجنة ونعيمها .. والنار وعذابها .. وتساءلت ترى ماذا سيكون مصيرها في ذلك اليوم؟ وبماذا ستجيب ربها يوم العرض عليه؟ والى اين ستكون نهايتها الى جنة ام الى نار؟ .
احست بالالم يعصر قلبها .. واقشعر جلدها.. وارتجف فؤادها .. ولم تدري الا والدموع تهطل من عينيها .. دموع التوبة والعودة الى ربها وخالقها .. دموع الخشية منه تعالى.. ورجاء عفوه ورحمته ومغفرته .
اخذت تفكر في حلم الله عليها وهي المذنبة المقصرة .. بل رحمته وكرمه وتفضله عليها بالنعم الكثيرة .. فشعرت بالحياء منه .. وعرفت عظمته ورحمته بعباده وتلت الاية الكريمة
" قل ياعبادي الذين اسرفوا على انفسهم لاتقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم "
عندها احست بحلاوة الايمان ولذة القرب من الله فمتلآت نفسها حبا لله وطلبا لرضاه سبحانه وتعالى وعرفت معنى قول احد الصالحين :
ان في الدنيا جنة من لم يدخلها لايدخل جنة الآخرة الا وهي معرفة الله ومحبته والأنس به وتذوقت طعم السعادة التي قال عنها آخر : لو علم بها الملوك لجالدونا عليها بالسيوف .
فحمدت الله تعالى على نعمة الايمان ونعمة الهداية ومااجلها من نعم .. ودعت الله سبحانه وتعالى ان يرزقها قلبا خاشعاْ.. وعينا دامعا.. ولسانا ذاكرا.. وان يعينها على ذكره وشكره وحسن عبادته.. وان يجعل اعمالها خالصة له تعالى.. ويوفقها لما يحبه ويرضاه في الدنيا والأخرة ..
" قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون "
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .